إدارة الإفتاء

الصلاة على الكراسي في المسجد


الصلاة على الكراسي في المسجد
 
 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد:

فقد عرض على لجنة الأمور العامة في هيئة الفتوى في اجتماعها المنعقد الاستفتاء المقدم، ونصه:

 لوحظ كثرة الكراسي داخل المساجد والتي تستعمل من بعض المصلين بغض النظر عن العمر وكذلك الحاجة الفعلية للمصلي مما أدى إلى خلخلة الصف، وخاصة عندما يحرص المصلي على أن يضع كرسيه في الصف الأول أو خلف الإمام، فضلا عن أن بعض المساجد يكاد يشبه بكثرة كراسيه الكنيسة عندما يجلسون بجانب بعض، علما إننا لم نشاهد أي كرسي قبل عام 1979 في مساجد المسلمين، وكان العاجزون عن الوقوف يجلسون على الأرض فأرجو تبيان الحكم  الشرعي في ذلك.

وقد أجابت اللجنة بالتالي:

المصلي الذي يعجز عن السجود في الصلاة لمرض أو شيخوخة أو غير ذلك، فإن كان يستطيع القيام والركوع فعليه أن يقوم للصلاة في وقت القيام لها، ثم يركع وقت الركوع، وبعد الرفع من الركوع يجلس على الأرض أو على كرسي وقت السجود على قدر إمكانه، وله عند بعض الفقهاء أن يصلي قاعداً ولا يقوم أصلاً، وإن كان لا يستطيع القيام والركوع، فله أن يجلس على الأرض أو على كرسي بحسب إمكانه، ثم يركع ويسجد بالانحناء على قدر إمكانه، فينحني للسجود أكثر من انحنائه للركوع، باتفاق الفقهاء، ثم إذا أراد الجلوس على كرسي في الصلاة في المسجد مع الجماعة، فعليه أن يسعى جهده لكي لا يضايق أحداً من المصلين بكرسيه، فيضع الكرسي في آخر الصف الذي يريد الصلاة فيه، بحيث إذا جلس عليه يكون كتفه مساوياً لأكتاف المصلين القائمين بجانبه، دون أن يؤخره إلى الوراء، لئلا يضايق المصلين خلفه، ثم إذا كان لا يستطيع القيام والركوع ويصلي جالساً صلاته كلها فلا يكون متقدماً على المصلين الذين في صفه، وإن كان يقوم أثناء القيام في الصلاة فلا يضره أن يكون متقدماً على الصف قليلاً حال قيامه للضرورة.

 وتشير اللجنة إلى عدم جواز الصلاة على الكرسي لمن يستطيع السجود على الأرض، وأن من يستطيع الجلوس على الأرض مع العجز عن السجود على الأرض الأفضل له أن يجلس على الأرض لاعلى الكرسي، لئلا يؤدي كثرة الكراسي إلى تشويه صلاة الجماعة، والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - دولة الكويت - إدارة الإفتاء